يُعتبر التسنين المبكر من المراحل الحيوية التي يمر بها الطفل في سنواته الأولى. تُعرّف هذه المرحلة بظهور الأسنان اللبنية في وقت أبكر من المعتاد، مما يثير تساؤلات عديدة لدى الأهل حول أسبابها وأعراضها وكيفية التعامل معها. في هذا المقال، سنستعرض بشكل شامل كل ما يتعلق بالتسنين المبكر، بدءًا من الأعراض وحتى تأثيره على صحة الطفل، مع تقديم نصائح للتعامل مع هذه المرحلة الهامة.
متى يبدأ التسنين المبكر؟
عادةً ما يبدأ التسنين الطبيعي بين الشهر السادس والشهر الثاني عشر من عمر الطفل، لكن في حالات التسنين المبكر، قد تظهر أولى الأسنان في الشهر الثالث أو الرابع. أحيانًا، يولد الطفل بأسنان تُعرف بـ”الأسنان الولادية”، لكنها حالات نادرة.
أسباب التسنين المبكر قد تكون وراثية أو مرتبطة بعوامل أخرى، مثل التغذية أو نمو الطفل.
أعراض التسنين المبكر
يُلاحظ على الأطفال الذين يمرون بمرحلة التسنين المبكر مجموعة من الأعراض التي يمكن أن تساعد الأهل في تحديد ما إذا كان طفلهم يمر بهذه المرحلة. ومن أبرز هذه الأعراض:
زيادة إفراز اللعاب
يبدأ الطفل في إفراز كميات كبيرة من اللعاب، وقد يؤدي ذلك إلى تهيج الجلد حول الفم.
فرك اللثة والعضّ
يميل الطفل إلى وضع الأشياء في فمه أو فرك لثته باستخدام أصابعه لتخفيف الألم.
التهيج والبكاء المتكرر
يصبح الطفل أكثر انزعاجًا وقد يظهر بكاء دون سبب واضح نتيجة الألم الناتج عن التسنين.
اضطرابات في النوم
قد يعاني الطفل من صعوبة في النوم أو يستيقظ بشكل متكرر خلال الليل.
رفض الطعام أو الرضاعة
بسبب الألم، قد يرفض الطفل تناول الطعام أو الرضاعة كما كان يفعل سابقًا.
احمرار وتورم اللثة
تظهر اللثة متورمة وأحيانًا محمرة في المكان الذي ستنمو فيه السن.
شكل لثة الأطفال عند التسنين المبكر
تظهر اللثة أثناء التسنين المبكر مع تغييرات ملحوظة، مثل:
تورم واحمرار في مكان بروز الأسنان.
نتوءات بيضاء صغيرة تشير إلى بداية ظهور السن.
حساسية عند لمس المنطقة المصابة.
عدد الأسنان اللبنية التي تنمو للطفل
يمتلك الطفل الطبيعي 20 سنًا لبنيًا تظهر على مرحلتين:
القواطع الأمامية: تبدأ عادةً بالظهور في الشهر السادس.
الأنياب والأضراس: تنمو تباعًا حتى عمر الثلاث سنوات.
هل يشير التسنين المبكر أو المتأخر إلى مشكلة صحية؟
التسنين المبكر لا يشير بالضرورة إلى مشكلة صحية، بل يُعتبر في أغلب الحالات اختلافًا طبيعيًا. ومع ذلك، إذا تأخر التسنين إلى ما بعد عمر 13 شهرًا، أو كان مصحوبًا بأعراض غير طبيعية مثل الحمى المرتفعة أو الإسهال المزمن، فقد يكون هناك حاجة لاستشارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية كامنة مثل نقص الكالسيوم أو خلل في الهرمونات.
نصائح لتخفيف أعراض التسنين المبكر
تدليك اللثة
يمكن استخدام إصبع نظيف أو قطعة قماش مبللة لتدليك لثة الطفل بلطف.
استخدام حلقات التسنين الباردة
تساعد الحلقات المبردة على تهدئة لثة الطفل وتخفيف الألم.
تنظيف اللعاب الزائد
يُنصح بمسح اللعاب المتراكم بانتظام لتجنب التهيج الجلدي حول الفم.
تقديم الأطعمة الباردة
إذا كان الطفل قد بدأ تناول الطعام، يمكن تقديم خيارات باردة مثل الزبادي أو الخضروات المهروسة الباردة.
تُوصي عيادات تيجان بضرورة زيارة طبيب الأسنان بمجرد ملاحظة أولى علامات التسنين المبكر لدى الطفل، وذلك للتأكد من نمو الأسنان بشكل صحي وسليم. كما تُنصح الأمهات بالاهتمام بتنظيف لثة الطفل بلطف باستخدام قطعة قماش مبللة حتى قبل ظهور الأسنان، للحفاظ على نظافة الفم ومنع تراكم البكتيريا. بالإضافة إلى ذلك، توصي العيادات باستخدام حلقات التسنين المبردة المصنوعة من مواد آمنة لضمان تهدئة لثة الطفل دون التسبب بأي ضرر.
أسئلة شائعة حول التسنين المبكر
هل التسنين يسبب الحمى؟
قد يسبب التسنين ارتفاعًا طفيفًا في درجة الحرارة، لكن الحمى العالية ليست من أعراضه، وينبغي مراجعة الطبيب في حال حدوثها.
هل هناك علاقة بين التسنين والتهاب الأذن؟
ليس هناك دليل مباشر على ارتباط التسنين بالتهاب الأذن، لكن بعض الأطفال يُظهرون أعراضًا شبيهة بسبب ألم التسنين.
متى أبدأ بتنظيف أسنان طفلي؟
يُوصى بتنظيف الأسنان فور ظهورها باستخدام فرشاة صغيرة وماء فقط، مع تجنب معجون الأسنان حتى عمر سنتين.
في النهاية
التسنين المبكر مرحلة طبيعية يمر بها الطفل وقد تكون تحديًا للأهل بسبب الأعراض المزعجة. لكن من خلال معرفة العلامات المميزة لهذه المرحلة واتخاذ الخطوات المناسبة لتخفيف الانزعاج، يمكن جعل هذه المرحلة أقل صعوبة على الطفل وأهله. في حال وجود أي مخاوف أو تأخر في بروز الأسنان، يُنصح بالتوجه إلى طبيب الأسنان للحصول على استشارة مختصة.
